بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
كتبته مزن الضياء
" تنويه "
طُلِبَ مِني أنْ أكتُبَ عَنْ الوَفَاءِ ذات صَباحْ
فَتَوقفتُ هُنيهةً أتأملُ فِي العُنوانِ وأخذتُ أتسَاءلُ ما إذا كُنتُ سَأُجِيدُ الكِتَابَةِ
عَنْ مَعنى ( أفتَقِدهُ ) أم لا ؟!
أمَسكتُ بـ أداتِي وبَدأتُ أكتُبْ ..
" الوَفَــــاءْ "
وَ بينا أنا كَذلك وجدتُنِي قَابَ الألم وأدنى التَقهْقُر !!
فأرخيتُ لقلمي العَنـَـانَ فِي أنْ يكتُبَ ما يُملِيه عَليهِ قَلْبِي
بَعيداً عَنْ التَقيدِ بالمَعنى، فكَان أنْ انحَرفَ عَنْ مَسارِهِ
وكَانَتْ هَذهِ الأحَرُفْ ..
إلى قَلْبِهَا مَع التَحِية:
ها أنا ذي أُمسِكُ بزِمَام قَلمَي لأخَطَّ لكِ عَبر أثَيرِ هَذا المُتصَفحِ
مَا خَبأتُه بين رُدهَاتِ قلبي مُنذ أنْ قَرأتُ أحرفُكِ التي بَعثتِها لي ذات غباءْ ..!!
كَان صَباحِي بكِ مَفْطَوم الدفء مُتسربلاً بأسمالِ الدهشَـة ..
استيقظتُ فيه لأجد نَفسي أمَامَ صُندوقَِ الوَارِد
أقرأُ رِسَالةً منكِ تَحمِلُ فِي طَياتِها ألواناً شَتى مِنْ الكَلِمَات
التي لا تَليقُ إلا بمَنْ يَحمِل بين أضلُعهِ قلباً كـ قلبُكِ إنْ كَانَ ثَمة قلبٌ يُشبهُه
ورَائحةُ العَفنِ المُنبعِثة مِنه ..
قرأتُها بعينٍ تُشفقُ عليكِ منكِ بكِ، وبقلبٍ لا يفقَه سِوى
( الطُهر، النقاءْ، ومِيثَاقُ وَفَاءْ )
فَتألمتُ واجتَاحَتنِي جِيوشٌ مَغوليةٌ مِنْ الآهة
ليسَ لأني أخطأتُ حِينمَا أحسنتُ الظَّن بكِ / لا وربي
بل لأني تخيلتُ يَوم القيامَةِ يوم لا ... إلا مَنْ أتى الله ( بقلبٍ سَليم )
وكيف وقد وقَفتِ بين يدي الله سُبحَانَه ليسَ بينكِ وبينَه تُرجُمَانْ
ثم يُعرضُ عليكِ أمَامَه ما كُتب في صَحيفتُكِ
" لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "
وتشَهدُ عَليكِ جَميعُ جَوارِحُكِ
قلبُكِ الذي أمَلى عَليكِ، عَينَاكِ التي أبَصرَت لوَحةُ المَفَاتيحْ
أصَابعُكِ التي خططتِ بها تِلك الكَلِمَاتْ
لِسَــــــانُكِ الذي تَمتَم بِها
و بـ ضِحكةٍ هَمجيةٍ !!
وَ دونّ أدنَى إنسَانية ..!!
لا أُخفِي عَليكِ أنَني بكَيتُ حُرقةً عَلى حَالُكِ
ورجَوتُ بابتِهَِالٍ أنْ يَغفِر الله لكِ
وآثرتُ أنْ أتجَاهَل رِسَالتُكِ عَلى أنْ تَنطِقَ شَفتِي بـ كَلِمَةٍ أنتِ تَستَحقينها
إذ أنني لَستُ مِمنْ دَيدَنُه " وجزاء سيئة، سيئة مثلها " ، وبِفَضلِ الله
كُل مَا قُمتُ بِه ولا يخفى عَليكِ ..
قَمعي لتِلكَ الرِسَالة ومِنْ ثَمَّ طَلبي إياكِ أنْ تَطمُسِي جُلَّ عَناويني التي تَصِلُكِ بي
يَصحبُ طَلبي،
دَعوةٌ صَادِقةٌ مِنْ قَلبٍ أحبَّ بصِدقٍ ووالى بصِدقٍ
وأعَطَى بصِدقٍ وأخلصَ لكِ بصِدقٍ وشَاطَركِ حُزنكِ وفَرحُكِ بصِدقٍ
وعَاهَدكِ بصِدقٍ و أهداكِ قَلْبُه ومَشَاعِرَهُ
وفيضَ أحَاسِيسِهِ بِصِدقٍ وغَمركِ واحَتَواكِ وآخاكِ بصِدق
( أسألُ الله أن يُجزيكِ على ما أسَلفتِ جنةً ونعيماً )
ثُمَّ لا شيء بَعدَها سِوى صَمتٍ رهيب،
ودَعَواتٌ لكِ أنَاء الليلِ وأطَرَاف النهار !!
لا أُنكر أن ذاكرتي ما تزال مشروخة بكِ وأن قلبي تعصف به ريحُ شوقٍ عاتية
إلا أنني ولحُسن حظي وسوء حظُكِ لا أُتقن الانحناء لالتقاط ما سقط من عيني أبداً !!
وقد أسقطتُكِ مِنْ عَينِي وهُشمتْ صورتُكِ المُعشَّقةِ ببياضٍ دَاخِلَ قَلْبِي
وبفَضلٍ مِنْكِ ..!!
واندثرت ملامِحُكِ وكُلُّ شيء يُذكرني بكِ إلا اسمُكِ ..
ومضى كُلٌّ مِنا إلى حاله ..
ثم ها أنتِ تجيئين إليّ برغبة منكِ كما رحلتِ برغبتُكِ
تستنطقينني العفو والصفح وإعادة المياه إلى مجاريها !!
عجبي للمضغة التي تنبضُ بين جنبيكِ
أو تظنين أنني مُجردة من العقل والمنطق ؟!
أم أنه تراءى لكِ أنني سأقوم بمثل ما قُمتُ به ذات مساء
حينما أرسلتِ لي وعلى الوارد ذاته رسالة تُشبه رسالتُكِ ذات صباح
فـ عفوت عنكِ امتثالاً لقوله
( َوَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
لا يا حبيبة / لن أسمح لقلبي أن يُعيد المياه إلى مجاريها
ولن أسمح لي أن تتنفس فيه روحٌ كـ روحكِ، إذ أخشى على قلبي أن يطالَهُ
دَنسُكِ فأتلوثُ بكِ !!
صدقيني لم أعد أرغب أن أعود إليكِ
ولا أن أريق طُهر قلبي بين يديكِ، وأُسرفُ بعضي في البقاء بالقُربِ منكِ
يتوجب عليكِ أن تمضي بلا عودة كما يتوجب عليّ ذلك
فليس من الصداقة أن أمنحُكِ الورد ولا أجد منكِ سوى باقات شوك
وليس من العقل أن أغفر لكِ ذنباً سبق وإن أذقتني مِثله !!
يا حبيبة / ثقي أنني كلما تجرعت حنظل الخذلان بكِ كُلما أزددت تشبُثاً بيقيني
أنكِ لا تستحقينني ..!!
ولتعلمي أنني وإن أسقطتُكِ من عيني
فلن أُسقطُكِ من قلبي وسأبقى أُكن لكِ فيه
من الحُبِّ والوفاء ما أكننته لكِ أيام احتفائي بكِ
رُغم تداعيات الاحتضار ..
وليبق كُلٌّ منا في مكانه !
فلا أنا التي أليقُ بكِ ولا أنتِ التي تليقين بي ..
واحتفظي بمشاعرُكِ لكِ، فلست ولله الحمد ممن يقتات على فُتاتِ حُبّ
أو بقايا ذكريات ..
وَ
لستُ للغـدار أفني طهر قلبي .. لا ولا أسلمته فسقاً ورجساً
لؤلؤٌ قلبي وأضلاعي محـار .. طاهرٌ لا يرتضي للطهر مسّاً
أسأل الله أنْ يُرزقكِ سَعادةً أبديةً
وأنْ يُذيقُكِ برد عفوه ومغفرةٍ مِنْ عِنده
ويجعل جَنة الخُلدِ مثواكِ
ومثوى مَنْ أحببته
كُتبت بعد أن توضأتُ واغتسلتُ منكِ سبع مرات !!!!