الجنابة
هو ما يطلق على حالة الإنسان بعد مفارقته الطهارة الكبرى بسبب جماع أو
إنزال , وقد يكون الجماع بدون إنزال وعلى الزوجين الغسل, ورفع الجنابة أي
الطهارة من الحدث الأكبر واجب على الرجل والمرأة وكل محتلم أصابته
الجنابة من جماع أو إنزال يقول الله عز وجل ( وإن كنتم جنبا فاطهروا ) ,
وقد يكون الأنزال من احتلام في النوم , وقد ينشأ كذلك من شدة التهيج الجنسي
بسبب التفكير فيه فحصل منه إنزال , وقد يكون من العادة السرية الذي حصل
بعده إنزال , وقد يكون من فعل اللواط المحرم (إتيان الذكور) حتى لو لم ينزل
إذا أولج فالفاعل والمفعول به وجب عليهما الغسل , والزاني والزانية عليهما
الغسل إذا أنزلا أو أولج بدون إنزال , وكذلك المتزوجين من الصغار الصبي
الصغير والفتاة الصغيرة , إذا جامع الصغير ولم ينزل لصغر سنه فعليه الغسل ,
والمرأة التي يجامعها زوجها في دبرها فعليهما الغسل وهو فعل محرم , فشرع
الله للمسلم لصاحب الجنابة أن يغتسل ويتطهر إذا أراد أن يصلي صلاة فريضة
أو نافلة أو يقرأ قرآن أو يمس مصحف أو يطوف بالبيت أو يعتكف في المسجد ,
فطهارة البدن واجبة عند أداء العبادات , وهناك طهارة صغرى وطهارة كبرى .
الطهارة الصغرى: هو الوضوء من الحدث الأصغر أي التبول والتغوط وخروج الريح
وخروج المذي والودي والنوم العميق حيث احتمال خروج الريح أثناء النوم
العميق وكذلك أكل لحمل الإبل ومس الفرج القبل والدبر لنفسك ولغيرك وكذلك
الردة عن الإسلام تنقض الوضوء .
المذي : ماء رقيق لزج يخرج عند المداعبة أو التفكير في الجنس وهو ناقض للوضوء فقط.
الودي : ماء ابيض ثخين يخرج مع البول ويكثر في الأيام الباردة وهو ناقض للوضوء فقط .

الطهارة الكبرى : لا يكفي فيها الوضوء بل يلزم الغسل الكامل للطهارة من
الجنابة, وعلى المرأة الاغتسال من الحيض والنفاس بعد انقطاع الدم ولا تمكن
زوجها حتى تطهر ثم تغتسل .
كيفية الاغتسال : هو أن تبدأ بغسل الفرج وما حوله بالماء والصابون ثم تتوضأ
وضوئك للصلاة ثم تحثوا ثلاث حثيات ( ملأ اليدين ) من الماء على رأسك ثم
تفيض الماء على جانبك الأيمن ثم على جانبك الأيسر ثم تتنحى قليلا فتغسل
رجليك فتكون قد اغتسلت غسل السنة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في غسل
الجنابة , فهذا ما نقلته لنا نسائه رضي الله عنهن أجمعين , وإن اكتفيت
فأفاضت الماء على جسدك حتى عم كل الجسد وأردت بذلك رفع الجنابة أجزأ وكان
غسلك صحيحا , والغسل للجنابة أو للحيض والنفاس واحد إلا أن النفساء والحائض
تنقض ضفائرها وتغلغل الماء إلى أصل الشعر ولا يكفي صبه على الرأس وهو مظفر
بل تحل ضفائرها وتغرقه بالماء , أما غسل الجماع فيكفي أن تفيض على رأسها
الماء وعلى بدنها , ولها أن تغتسل مع زوجها في مكان واحد ومن إناء واحد حيث
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل مع عائشة من إناء واحد ويقول لها
دعي لي ( أي اتركي لي من الماء ) .
يسن للحائض أن تكثر من الطيب بعد غسلها من الطهارة وتمسح به بدنها من أسفل
حتى تنقطع رائحة الدم الكريهة قبل أن يعاشرها زوجها من جديد حيث كان يأمر
الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بالتطيب بالمسك وتتبع أثر الدم , وتبادر
بعدها بأداء الصلوات ومتابعة الصيام إن كانت في رمضان .
قد يغتسل المسلم للتبرد فإذا جعل النية للتبرد والطهارة جاز له الصلاة بذلك
الغسل , وقد يكون الغسل لصلاة الجمعة حيث يستحب الاغتسال لها , ويجوز
الاغتسال من مياه البحار والأنهار والآبار وتجمعات الماء الكبيرة من
الأمطار والسيول التي لا تحمل النجسات, ولا يصح من المستنقعات كمثل مكبات
البيارات فهي نجسة .
ويكفي المسلم للغسل صاع من الماء أي تقريبا أربع إلى خمس لترات ماء هذا
أدنى الغسل ولا يسرف في الماء حتى لو كان على نهر جار , بل يتعجل الخروج
من الحمامات لأنها مواطن الشياطين , ويدخل برجله الشمال ويقول بسم الله
أعوذ بالله من الخبث والخبائث وإذا انتهى من قضاء الحاجة والغسل يخرج
بيمينه ويقول غفرانك , ويجوز له أن يتوضأ في الحمام ويسمي في نفسه , هذا
بإيجاز ما يخص الطهارة من الجنابة ..... والحمد لله رب العالمين .
[/center]